Translate

الاثنين، 31 أكتوبر 2016

مدخل لدراسة قانون الشغل S3

تكتسي دراسة قانون الشغل في الوقت الحالي أهمية بالغة نظرا للأهداف التي تروم تحقيقها من خلالها ، وعلى رأسها توفير الحماية الاجتماعية للأجراء وتنظيم العلاقات بينهم وبين أرباب العمل،وتوفير أرضية للعمل خالية من النزاعان والصراعات، وتشجيع الاستثمار والتشغيل . 
والمغرب كغيره من الدول، سعى منذ سنوات خلت إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال إصداره لمجموعة من النصوص المنظمة لعلاقة الشغل، تبين فيما بعد عدم كفايتها لتنظيم هذه العلاقة، فضلا عن شتاتها مما دفع السلطات المختصة بهذا البلد إلى محاولة إعادة التنظيم وجمع الشتات في نص جديد، ويتعلق الأمر بالقانون رقم 99 – 65 المتعلق بمدونة الشغل .
وقبل الشروع في دراسة أحكام قانون الشغل المغربي، نرى من اللازم أن نمهد لّذلـك، بمدخل نعرض فيه لبعض المواضيع التي من شانها أن تساعدنا على فهم قواعد هدا القانون
تعريف قانون الشغل
قانون الشغل هو ذلك الفرع من فروع القانون الخاص الذي يعني بتنظيم العمل الخاص التابع المأجـور .
أو هو مجموعة القواعد القانونية المطبقة على العلاقات الفردية والجماعية الناشئة بين المؤاجرين الخصوصيين من جهة ومن يشتغلون تحت سلطتهم وإشرافهم من جهة أخرى بسبب الشغل وكذا القواعد التي تحكم الضمان الاجتماعي .
2)أهمية قانون الشغل
أولا: الأهمية الاجتماعية للقانون الاجتماعي.
يعتبر قانون الشغل قانون المجتمع بامتياز فهو الذي يحكم فئات واسعة داخله والتي تمارس عملا خاصا وتابعا ومأجورا. مما يجعل هذا القانون يأتي في مقام الصدارة بالنسبة لهذه الفئات المدرة للثروات والمساهمة في نمو الإنتاج داخل المجتمع.

ولهذا نجد المشرع الاجتماعي عادة ما يراعي في القوانين المعاصرة للدول المتطورة توفير الحماية الضرورية للعمال بتوازن مع مصالح أرباب العمل وذلك من خلال إقرار سياسة عادلة للأجور ( الحد الأدنى للأجر..) والعطل (الإجازة الأسبوعية والسنوية ومن حد أقصى لساعات الشغل) وتحسين شروط الشغل وظروفه ( توفير وسائل السلامة والوقاية من حوادث الشغل والأمراض المهنية ).
ثانيا:الأهمية الاقتصادية للقانون الاجتماعي
كان من نتائج تدخل الدولة المتزايد في علاقات الشغل ان بسطت حماية كبيرة على الطرف الضعيف فيها (الأجير) وذلك بزيادة الأجور وتحديد حد أدنى لها وسن نظام للضمان الاجتماعي والتغطية الصحية ضد الأمراض والحوادث التي تصيب العمال ووضع نظام للتقاعد بهدف ضمان العيش الكريم لفئات واسعة من المجتمع..

ومعلوم أن هذه الإجراءات التشريعية تؤدي إلى الزيادة في الإنتاج مما يؤثر على الأسعار.

إلا أن الرفع من الأسعار إن كان يؤدي إلى قلة الاستهلاك وبالتالي إلى تخزين الفائض من السلع مما يضطر معه المؤاجرون إلى تخفيض نسب الإنتاج، فإن هذا الوضع سرعان ما يزول بتحسين مستوى دخل العمال ( وهم فئة عريضة وكبيرة ) حيث يقبلون على اقتناء السلع والمواد وهو ما يزيد في الاستهلاك من جديد ويؤثر إيجابا على مضاعفة الإنتاج مما يقضي إلى تحقيق نمو اقتصادي وتوفير فرص شغل جديدة.

تحسين مستوى الأجور تحسين القدرة الشرائية (الاستهلاك) الإقبال على السلع والمواد نمو الإنتاج نمو فرص الاستثمار توفير فرص شغل جديدة.

وإجمالا فإن القانون الاجتماعي يلعب دورا هاما في المجال الاقتصادي إن على مستوى الرفع من الإنتاج وتطوير وسائل أو من حيث تحديد القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية أو من خلال إعادة توزيع الثروة والرفع من مستوى الفئات العمالية.

ثالثا : الأهمية السياسية للقانون الاجتماعي
لم يعد خاف علينا الأهمية السياسية التي يحظى بها القانون الاجتماعي الذي بات يحكم فئات واسعة داخل المجتمع ويؤثر في شؤون حياتها الخاصة.
وهي فئات منظمة وممثلة داخل تنظيمات نقابية غالبا ما تكون مرتبطة بأحزاب سياسية أو جهات حكومية.
مما يجعل هؤلاء الفاعلين السياسيين يسعون لكسب ودها وإبداء تعاطف مع مشاكلها وتقديم وعود بتحسين أوضاعها عند بلوغهم لسدة الحكم.
رابعا: الأهمية الثقافية والتاريخية للقانون الاجتماعي.
يرى جانب من الفقه المقارن بأن القانون بصفة عامة وقانون الشغل على وجه الخصوص يحظى بأهمية ثقافية وتاريخية بارزة ذلك أن الإطلاع على كتب ومؤلفات القانون الاجتماعي يمكن المؤرخين من معرفة نوع العلاقات السائدة في مجال الشغل ونظرة المجتمعات السابقة والحالية إلى العمل والأهمية التي يحظى بها داخل هذه المجتمعات.

كما أن له قيمة ثقافية كبيرة إذ يساعد على الرفع من مستوى الفئات العمالية داخل المجتمع بتزويدها بمفاهيم علمية وتطبيقية لأهم النظريات المعاصرة في مجال الشغل والوقاية المهنية والسلامة من الأمراض المهنية بالإضافة إلى تمكينها من معرفة قانونية وحقوقية كبيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق